شرح نص أطفال في أتون الحرب سابعة اساسي – يندرج هذا النص ضمن المحور الخامس من كتاب النصوص الأنيس لغة عربية – محور الاطفال في العالم – مع الاجابة عن الاسئلة – – تعليم اعدادي تونس
شرح نص أطفال في أتون الحرب محور الاطفال في العالم 7 اساسي نص لــ هايدي رينْك و باسْكاديلُوش
الـــنّـــصّ
اسْمِي ” مِيلا سُوفْتيتش ” عُمُري اِثْنَتَا عَشْرَةً سَنَةً، و أنا مِن مَدينَةِ ” سراييفو ” في البُوسنة و الهِرْسِك. كُنْتُ قَبْلَ الحرْبِ أُقيمُ في أحَدِ أْحْيَاءِ المَدينَةِ العَتيقَةِ، و كُنْتُ سَعِيدَةً، صُحْبَةَ صَدِيقَاتِي و أصْدِقائي، و ذاتَ يَوْمٍ مِنْ أيّامِ أفريل 1992، انْقَلَبَتْ حَيَاتِي، و هذا جُزءٌ مِنْ قِصَتِي:
غَادَرْنَا المَنْزِلَ مُسْرِعِينَ، و كانَتِ الحرْبُ في ” سراييفو ” ما تَزَالُ في بِدَايَتِهَا، و لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَوقَّعُ أنّهَا سَتَدُومُ هذهِ المُدَةَ كُلَّهَا، و تَنْطَوِي عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الفَظَاعَاتِ. هَا قَدْ مَرَّتِ الآنَ ثَلاَثُ سَنَوَاتٍ و نِصْف، و نحنُ نُقيمُ إمّا في شُقّةِ جَدَّتي، و إمّا في شُقّةٍ تَمْتَلِكُهَا إحْدَى صَدِيقَاتِ العَائِلَةِ. و لَقَدْ كانتْ هذه الشُقّةُ مَحْفُوفَةً بالمَخَاطِرِ في فَتَراتِ إلْقاءِ القَنَابِلِ خاصّةً.
و أذكُرُ ذاتَ يوْمٍ أنَّ قَذيفةً سَقَطَتْ على البنايَةِ المُجاورةِ، و حَطَّمَتْ بَعْضُ شَظَايَاهَا زُجَاجَ النَّوافِذِ، مَارِقَةً كالسّهْمِ عَلَى بُعْدِ بِضْعِ سنْتَمِترَاتٍ من رأس أخي. لقد كَانَ محظُوظا في ذلِكَ اليَوْمِ. و كذلِكَ كُنْتُ أنَا يَوْمَ مَزَّقَتْ شَظِيّةٌ أخرى ظَهْرَ الكُرْسِيِّ الذّي تعوّدْتُ الجُلُوسَ عَلَيْهِ أثْنَاءَ مُراجَعَتي دُرُوسِي، لَمْ أكُنْ وقتئذٍ في البَيْتِ، إذْ كَانَ لَدَيَّ اخْتِبَارُ مُراقبةٍ في الرياضيّاتِ، و قد حَصَلْتُ على أحسَنِ عَددٍ. في ذلِكَ اليومِ أصابَ أبي الذُّعْرُ، و عَزَمَ عَلَى ألاّ نُقيمَ إلاّ في الشُقّةِ الصّغيرَةِ التّي تَمْتَلِكُهَا جَدَّتِي، و حِينَ يَشْتَدُّ القَصْفُ، نلْجَأُ إلى كَهْفٍ في أحدِ مَصانِعِ الأحذيَةِ صُحْبَةَ عَدَدٍ مِنْ عَائلاتِ الحَيِّ.
… و مُنْذُ أن أُعْلِنَ وَقْفُ إطلاقِ النّارِ في خريف 1995، عَادَ الهُدُوءُ إلى ( سراييفو )، و قَلَّ نَشَاطُ القَنّاصَةِ، فَصَارَ بإمكانِ الأطفالِ أنْ يَعُودُوا إلى اللّعِبِ في الشّارع، و أنْ يَتَوَجّهُوا إلى مَدارسهم… و عادَ التيّارُ الكهرُبائيُّ و الغازُ مُجدَّدًا إلى شُقتنا، فقد مَرَّ عليْنا الشّتاءُ الماضي من دُون كهرباء و لا غازٍ! و الماءُ عادَ مِن جديدٍ، فلمْ أعُدْ مُكْرَهَةً على ذلِكَ العَمَلِ المُضْنِي لِجَلْبِ المَاءِ في عُلَبِ البلاستيك صُحبَةَ أخي ” مصطفى ” مِنْ مَصْنَعٍ مَهْجُورٍ، على عَرَبَةٍ نَجُرُّهَا بجهْدٍ جَهيدٍ. كمْ كُنْتُ أكرَهُ هذا، فقد كان الحمْلُ ثقيلاً و خَطِرًا!
إنّي أتذكّرُ بينَ الفَيْنَةِ و الفيْنَةِ منزلَنَا في حيِّنا القديم… فمِنَ المُفْجِعِ ألاّ يَكُونَ مِنْ حقِّ المرْءِ أن يسْكُنَ في بَيْتِهِ! ها إنّي قد كَبِرْتُ الآنَ، و لم تَعُدْ بي حاجةٌ إلى الدُمَى و اللُّعَبِ التّي تَرَكْتُهَا هُنَاكَ… لقد كان أبي كثيرًا ما يُردّدُ أنّ الحرْبَ تجْعَلُ الأطْفَالَ يَكْبُرُونَ بسُرْعَةٍ مُفْرِطَةٍ، و أظُنُّ أنّهُ على صَوَابٍ…
هايدي رينْك و باسْكاديلُوش
” سراييفو: حياةُ ميلا بنتُ الإثْنَيْ عشر عاما “
مِن ريبورتاج صُحفي – مجلّة ” ميكادو ” الإيطاليّة عدد 148 – فيفري – 1996
اِسْتَكْشِفْ
1- يُمكنُ تقسيمُ النّصّ إلى وحْدَتَيْنِ تنتهي أولاهُما عند الجملة: ” نلجأ إلى كهف… صُحبة عدد من عائلات الحيّ “، حدّد المِعيَارَ المُعتَمد في هذا التّقسيم، ثُمّ ضَعْ لكُلّ وحدة عُنوانا
2- اسْتخرج مِن الوِحدة الأولى مظاهِرَ الاضطرابِ الطّارئِ على حياةِ الطّفلةِ السّارِدةِ و شقيقها
3- حدّد مِن النّصّ علاماتٍ تدُلُّ على أنّ السّارِدة تروي شهادةً على أحداثَ حَقيقيّة
4- استخلص من الوحدة الثّانية أمثلة تدلّل على مظاهر الحِرمان التّي عاناها الأطفالُ أثناء الحرب
5- تمكّنَتِ الطّفلةُ، رغمَ صِغَرِ سِنِّها، مِنْ مُواجَهَةِ أهوالِ الحربِ. استخلص من كُلّ وحدة مثالاً يُؤيّدُ ذلك
6- ماذا تفهمُ من قولِ الأبِ في آخِرِ النّصّ: ” إنّ الحرْبَ تجْعَلُ الأطفالَ يكبُرونَ بسُرعةٍ مُفرطَة “؟
شرح نص أطفال في أتون الحرب
الشّرح التفصيلي
تقديم النص:
نصّ سردي يتخلّله الوصف لـ ” هايدي رينْك و باسْكاديلُوش ” استمدّ من مجلّة ” ميكادو ” الإيطاليّة و يندرج ضمن محور: الأطفال في العالم
موضوع النص:
تتحدّث السّاردة عن حياتها قبل الحرب و أثناءها و بعدها
تقسيم النص:
المقاطع
يُمكن تقسيم النّصّ إلى ثلاثة مقاطع حسب معيار البنية الثلاثيّة للسّرد
من البداية ← مِن قصّتي: وضع الانطلاق ( حياة السّاردة قبل الحرب )
من غادرنا ← عائلات الحيّ: سياق التحوّل ( حياة السّاردة أثناء الحرب )
البقيّة: وضع الختام ( حياة السّاردة بعد الحرب )
المقطع الأوّل: وضع الانطلاق
اسمـي – كنــتُ – أنا: ضمير المتكلّم المفرد
يضطلع السّارد في هذا النصّ بوظيفتين:
سرد الأحداث
المشاركة فيها
⇐ سارد شخصيّة
⇐ السّرد ذاتيّ في هذا النّصّ
ستسرد السّاردة جزء من حياتها
قبل الحرب: مركّب إضافي: مفعول فيه للزّمان
تبدأ السّاردة نصّها بتأطير الحديث و ذلك بذكر:
المكان: مدينة سراييفو ( البُوسنة و الهِرْسِك )
الزّمان: قبل الحرب
- الشخصيّات: ميلا سُوفْتيتش + الصّديقات + الأصدقاء
⇐ كانت هذه الفترة تتّسم بـ:
⇦ الهدوء و السّكينة و الاطمئنان
⇦ السّعادة
⇦ السّلام و التّوازن النّفسي
⇦ ترابط و تواصل بين الأصدقاء
⇦ الاستقرار المكاني و النّفسي
⇐ لقد اتّسم وضع الانطلاق بالهدوء و الاستقرار، فقد كان يُمثّل تلك المرحلة التّي سبقت الحرب
انقلب: تحوّل / تبدّل / تغيّر مصحوب بعنف و شدّة
الانتقال من وضع الانطلاق إلى سياق التحوّل كان مُحكما
مثّلت جملة ” انْقَلَبَتْ حَيَاتِي ” جملة الرّبط بين وضع الانطلاق و سياق التحوّل
هذه الجملة توحي بطبيعة ما سيحدث: تبدّل مفاجئ و تغيّر عنيف
المقطع الثّاني: سياق التحوّل
مُسرعين: حال
كانت: ناسخ فعلي ( المضيّ ) ← تُستعمل كثيرا في: القصّ + الحكي
هذه المدّة كلّها: مركّب توكيدي
لقد: تأكيد مزدوج ( لام التّأكيد + ” قد ” أداة تحقيق تفيد التّأكيد )
هذه الفظاعات: مركّب بدلي
إمّا ( × 2 ): التّفصيل
الحرب / حطّمت / الفظاعات / القنابل / شظيّة / حطّمت / مزّقت: معجم الحرب
المخاطر / الذّعر: معجم الخوف و الجزع
مثّلت الحربُ ذلك الحدث القادح الذّي سيقلب الأوضاع رأسا على عقب
الاستقرار المادّي ← عدم الاستقرار المادّي: مغادرة الحيّ العتيق + الانتقال من مكان إلى آخر
عدم الاستقرار المادّي سينتج عنه عدم استقرار نفسي و معنوي
” قَذيفةً سَقَطَتْ…مَارِقَةً كالسّهْمِ “
تشبيه
المشبّه: القذيفة
المشبّه به: السّهم
أداة التّشبيه: الكاف
وجه الشّبه: السّرعة
إنّ تغيير المكان بحثا عن الأمن و الأمان لم يقدّر له أن يُحقّق هذه الغاية، فالحربُ لم تترُك مكانا إلاّ وطالته
⇐ عدم الاستقرار النّفسي نتج عنه:
⇦ الاضطراب
⇦ القلق و الخوف
⇦ الحزن و الألم
⇦ تفرّق الأحباب و الأصدقاء
المقطع الثّالث: وضع الختام
منذ أن… 1995: مركّب إضافي: مفعول فيه للزّمان متقدّم
صار: ناسخ فعلي يفيد التحوّل
إعلان وقف إطلاق النّار سيشكّل ذلك الحدث الذّي سيُعيدُ الهدوء إلى النّصّ
في هذه المرحلة سيعود التّوازن من جديد إلى هذه السّاردة و إلى كلّ الأطفال
⇐ سيُحقّقُ الأطفال كلّ ما حُرموا منه زمن الحرب
⇦ العودة إلى اللّعب في الشّارع
⇦ التوجّه إلى المدرسة
⇦ عودة الخدمات الضروريّة للعيش: الكهرباء و الغاز و الماء
⇐ لقد حرمت الحربُ أطفال سراييفو من العيش بصفة طبيعيّة: سلبت منهم طفولتهم