شرح نص المطاردة – محور الطبيعة ثامنة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب السعودي عبد الرحمان المنيف يندرج هذا النص ضمن المحور الثاني من كتاب النصوص نزهة القراءة لغة عربية – 8 أساسي – تعليم تونس
شرح نص المطاردة – محور الطبيعة ثامنة اساسي للكاتب السعودي عبد الرحمان المنيف
:نص المطاردة
:النص
ما كادت الأيام الأخيرة من كانون الثاني تنقضي، ببُرُودَتِها القاسية الثقيلة، حتى هبت موجةُ دِفْءٍ تَزْحَرُ برائحة الانتقال. تفتحت الحياة وانبعثت من الأرض روائح الخصوبة، و بَدَت الطيور بحركاتها الذكية الصاخبة في حالة أقْرَبَ إلَى الفرح الشَّيطاني. لكن، ما كاد يُطِل الأسبوع الثاني مِنْ شَبَاط حتى تغير الجو من جديد. انفجرت الرّياح الباردة فجأة، وهبت ريح عاصفة ثلجية غطت الأرض في فترة قصيرة. وأخذ الثلج يزداد كثافةً يوما بعد آخر، وكأن الطبيعة نصبَت فخا كانت الطيور في الأيام الأولى للعاصِفَةِ كالأفاعي المحاصرة بالنيران. كانت ضعيفةً مقرورة، بأجنحتها الرّخوَةِ ونظراتها المتوسلة المليئة بالرجاء، وكأنها فقَدَتْ عادة الطيران.
صادف في هذه الفترة بالذَّاتِ أن توافد عدد من الصيادين، وكأنهم على موعد سابق بالتَّامُر مع الطبيعة. وبدأت تلك المطاردة اللعينة للطيور. لم يكن أي طير قادرا على الخلاص. حتى الطيور التي لا تُؤكَلُ لاحقها الصيادون وتلذذوا بقتلها. وكانت وهي تتَدَحْرَج، وهي تخفق بأجنحتها في محاولة للهرب، كأنها الحيوانات السكرى. كانت تقوم وتقع. أما وقَفَاتُها على الأغصان العارية فأصبحت أقرب إلى رغبة في الانتحار. وبَدَا الصيد في هذا الأسبوع هما ثقيلا، أقرب إلى العذاب. وأصبحت لذه الانتهاك هي القانون. كانت الطيور إذا التقت عيونها بعيون الصيادين تطير مسافات قصيرةً ثم تحط. أما إذا أخطأتها العيون فتتحول إلى حجارة قاسية لا تتحرك وفي طيرانها الفزع تهوي على الأغصان على الحجارة، على المرتفعاتِ الصَّغيرةِ وتَطيرُ مِنْ تلك المسافات القصيرة بطريقة لن تُغيّرها أبدًا.
كانت تَنْظُرُ كالأطفال تماما . وفي عُيونها ذلك الصراخ الخائف المشبع بالتسليم، حتى تراءت خلال فترةٍ معينةٍ وكأنها تَرْفَعُ أَيْدِيَها بالتوبةِ والرِّجاءِ. ولكن الناس لا يتركونها أبدًا.
عبد الرحمان منيف : حين تركنا الجسر،
المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ، الطبعة الخامسة 1990.
ص : 123 / 124
شرح نص المطاردة للكاتب عبد الرحمان المنيف محور الطبيعة ثامنة اساسي
التقديم :
نص سردي وصفي مقتطف من كتابه حنين للكاتب عبد الرحمن بن إبراهيم المنيف (و. عمّان صفر 1352ھ مايو 1933م ، ت. دمشق ذو الحجة 1424ھ يناير 2004م،) هو خبير اقتصادي وأديب وناقد حداثي سعودي، عُد واحداً من أهم الكُتاب والرِوائيين العرب خلال القرن العشرين، وأشهر رُواة سيرة الجزيرة العربية المُعاصرة، وأحد أعمدة السرد العربي البارزة في العصر الحديث. تركنا الجسر يندرج هذا النص ضمن المحور الثاني الطبيعة
الموضوع :
يصف لنا السارد معانة الطيور اثناء الصيد العشوائي مبرزا علاقة الانسان بالحيوان
التقسيم:
الوحدات : حسب معيار البنية الثلاثية :
1- من س1 الى س4 : البداية : وصف تحول الطقس
2- من س 5 الى س 21 : وصف ويلات و معانة الطيور
3- البقية النهاية : وصف شعور الطيور العامة
الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
⓶- العناصر التي انبنى عليها وضع البداية :
الاطار الزماني : الى نهاية الايام الاخيرة من كانون الثاني
الاطار المكاني : الارض : ما يميزها انها خصبة و عطرة
الشخصيات : الطيور : ما يميزها لها حركات ذكية و صاخبة
الحدث الرئيسي : خروج الطيور من اوكارها و فرحها بانقضاء موجة البرد :
فرصة للصيادين : هذا الحدث له طابع يميزه
++ الحدث الرئيسي في كامل النص : المطاردة العشوائية للطيور و ما
تعانيه هذه الكائنات
++ هناك تحول في الوحدة الاولى في حالة الطقس : انقضاء البرودة القارسة و هبوب موجة دفئ و انتعاش
⓷- التراكيب و العبارات الدالة على التحول من الوحدة الاولى الى الوحدة الثانية :
لكن \ ماكاد حتى… حتى \ تغير الجو من جديد \ فجاة \ في فترة قصيرة ++ عودة البرد من جديد ( تقلبات جوية ) العاصفة : انفجار رياح قوية \ عاصفة ثلجية غطت الارض \ ازداد الثلج حالة الطيور : كالافاعي المحاصرة بالنيران \ ضعيفة \ مقرورة \ لها اجنحة رخوة \ كانها فقدت عادة الطير ++ تعاني الطيور من صعوبة الحركة في هذا البرد مما يتسنى للصيادين مطاردتها و اصطيادها بسهولة
⓸- اعمال الصيادين : التوافد \ ملاحقة الطيور \ التلذذ بقتلها ++ علاقة الانسان بالحيوان : علاقة فيها خبث و تحيل و فيها مصلحة ذاتية
الطيور ضحية للطبيعة : كالافاعي المحاصرة بالنيران \ ضعيفة \ مقرورة باجنحتها الرخوة و نظراتها المتوسلة المليئة بالرجاء كانها فقدت عادة الطيران
الطيور ضحية الانسان : لم يكن اي طير قادر على الخلاص \ تتدحرج \ تخفق باجنحتها في محاولة الهرب \ كتنها الحيونات السكرى \ تقوم و تقع \ الانتحار ++ يستعرض الكاتب رسالة الى الانسان في محاولة اقناعه بضرورة تجنب الصيد العشوائي و ذلك بابراز مخاطره على الكائنات و على التوازن البئي
⓹- وكانت وهي تتدحرج، وهي تخفق باجنحتها في محاولة للهرب كانها الحيوانات السكارى… كانت تقع وتقوم… اما وقفتها على الاغصان العارية فأصبحت أقرب إلى رغبة في الانتحار تمثل هذه الاسطر والكلمات التي نقشها الكاتب في نصه، دعوة الى الانسان الى ضرورة الرأفة بالحيوانات باعتبارها كائنات حية، تملك شعورا واحاسيس كالانسان تماما. فهي تخاف، وتسعى دائما إلى الحفاظ على حياتها كما الانسان. ولعل الرأفة مع الحيوانات يمكن اعتبارها من ارقى السمات الانسانية التي يجب على الانسان ان يتحلى بها
⓺-قام هذا الوصف على التشخيص… فالكاتب استعار الاحاسيس الانسانية ونقلها الى الطيور التي تطلب من الرب الخلاص من هذا الجحيم الذي تعيش فيه « كأنها ترفع أيديها ». فكأنها تدعو الله ان يخلصها من ذلك الانسان الظالم الذي لا يأبه لها ويتلذذ بقتلها. كما يبدو الكاتب في هذا النص معاديا لمثل هذه التصرفات تجاه الحيوانات والكائنات الحية عموما داعيا من خلالها الى التحلي بالروح الانسانية القائمة على الرحمة تجاه كل المخلوقات
التأليف :
قدّم السارد في هذا النصّ بعض المخاطر التي تتعرض لها الطيور في وسطها الطبيعي و تتمثل أساسا في الصيد العشوائي الذي يمكن أن يؤدي الى انقراض أنواع من الحيوانات و خاصة النادرة منها
انتاج:
تنفس الشحرور الصعداء و راح يخفق بجناحيه المنهارة و ينتشي الاماكن الامنة من تلك التي سكنها اولئك الصيادون على فرها ربا و حط على شجرة لا تزال تغطيها بعض الاوراق فالتقى برفاقه من الحمام و البلابل الذين نجو من الهلاك و راح يشكو لهم فسوة الانسان : كنت اول من شاهد اسراب الصيادين القادمين و لم استطع الفرار الا باعجوبة لقد خربو بيوتنا و شتتوا عائلتنا فلا يمكننا التحرك او الانتقال لوفرة اعدادهم ما اقسى قلوب اولئك الناس يشاهدودنا نتلوى و نلفظ انفاسنا الاخيرة في هذه الدنيا القاسية و كم يرعبني رؤيتهم يضحكون و يتلذذون لقتلنا و ابادتنا المستمرة كل الطيور ترتجف خوفا بسببهم و رغم افضالنا على الانسان الا انه لا يرى الجميل و يتفنن في ابادتنا واحد واحد