شرح نص انما العمل اخلاق – تاسعة اساسي – محور العمل – ينرج هذا النص ضمن المحور الاول من كتاب النصوص أنوار لغة عربية – مع الاجابة عن الاسئلة – 9 أساسي – تعليم تونس
شرح نص انما العمل اخلاق 9 اساسي محور العمل للكاتب المصري أحمد حسن الزيات
:النص
لقيت منذ يومين في فناء وزارة صديقي المهندس المقاول يزمجر من الغيظ وينتفض من الغضب.
فقلت له وأنا أربتُ على كتفه كفاك الله الشرا ماذا بك ؟
فقال بصوت يتفجر بالسخط ويتهدج من الثاثر:
- والله يا أخي ما أدرى أ نحن عبيد الموظفين، أم نحن وهم عبيد القانون؟ هذا فلان بك.. فلان بك ؟ إنه الرجل الذي أقصده الساعة في مسألة عامة.
- تعال تعال: لا خير في لقائه اليوم. لقد تركته يفوز على الكرسي فوران القدر على الموقد – ولم كان ذلك؟
طلبت الاذن عليه لأشكو إليه خلل إدارته وإهمال مرؤوسيه فإن لي عملاً يدخل في اختصاصه مضى عليه سنتان، وكان يكفي لانجازه يومان، فأهملني عند سكرتيره ساعة ثم خرج من مكتبه غير اذن ولا معتذر فانصرفت حجلان من سوء ما يَظُنُّ بي كاتم سره، ثم عدت إليه يوما آخر و طلبت إذنه مع الطالبين، وفيهم كما علمت النائب والصاحب والقريب، فدخلوا وخرجوا، ثم دخل قبلي من جاء بعدي. حتَّى لم يبق في شرف الانتظار إلا أنا ورجلان من أصحاب العمل.
حينئذ قال سكرتيره : إن البك مشغول بقية الوقت فشار في وجهي الدم، وطغى في رأسي الغضب فاقتحمت عليه الباب وقلت له من غير اعتذار ولا تحية : يا سيدي اليك : ريما كنت أنا الزائر الوحيد الذي زارك اليوم لعمل من الأعمال التي تجلس لها و تؤجر عليها. فلم يكن من اللائق بأمانة المنصب أن تحجيني مرة بعد مرة، لتستجيب إلى طلاب الشفاعات والوساطات من ذوى الصداقة والقرابة، فحملق البك في وقد استشاط. وصاح: “من أنت ومن أذن لك بالدخول؟” فقلت له : “أنا فلان سرى من سراة البلد، وثروة من ثروات الأمة، نشأت في مهد العدم، ثم تعلمتُ للعمل الحر، وضربت في سبيل العيش الكريم مِنْ أُفق إلى أفق، حتى أصبح عملي الناجح مرتزقًا لمئات من الأسر العاملة وأصبحت وأنا لا أزال في شباب الكهولة ذا خمسين ألف جنيه ورتبة. أما أنت الكبير الصغير كبرك المنصب والمرتب اللذان أدركتهما بمضي المدة، وصغرك العجز والكسل اللذان كشفاك في إدارة العمل.
إن سلطان الوظيفة يا سيدي عرض منفاً ومتاع زائل فإذا شئت أن تعرف أين أنت من فدع منصبك الحصين وأدخل معى في غمرة الدُّنيا ورحمة الناس، ويومئذٍ ترى أينَا يُوطُأُ بالأقدام، وَأَيُّنَا يُرفع على الرؤوس
وهنا رأيتُ الرجل يكاد يتمزق من الغيظ فأهوى بيده على أزرار الأجراس فصلصلت جميعا، وقال لحجابِهِ وسعَاتِهِ أخْرِجُوا هذا… من هنا فأخرجوني على حال من الهوان لا يصير عليها إلا رجل حازم أمام موظف أحمق فقلت له ونحن نمشي الهوينى في طريقنا إلى البيت : هون عليك يا صديقي فإن أكثر الموظفين حالهم مع الناس كحال هذا الموظف معك
أحمد حسن الزيات من وحي الرسالة دار الثقافة – بيروت – ط : 1985/10، ص 153-155 سج 2
:أسئلة النص
:استعد
اشرح : تهدج – العدم – صلصلت. 2 بين توزع النص بين السرد والحجاج.
- ما مبررات الحكم الإطلاقي على غالب الموظفين بالإخلال بالعمل ؟ توترت العلاقة بين المواطن (الصديق) والموظف تدريجيا. استجل ذلك.
أبني المعنى :
- كيف خدم سرد أفعال الطرفين عامل الاحتجاج على الموظف المسؤول ؟
2 ما مآخذ السارد على الموظف في سلوكه وأخلاقه؟
3 بم تبرر اتفاق السارد وصديقه في تعميم الحكم بالإهمال على السواد الأعظم من الموظفين ؟ استجل دور العمل في تأسيس المفاضلة في القيمة الاجتماعية بين المهندس المقاول والموظف حسب ما جاء في النص - كيف ساهم تضخيم السرد والحوار في تقديم الصورة السلبية عن جل الموظفين ؟
أبدي رأيي :
- إلى أي حد يبدو لك موقف الصديق موضوعيا ؟
- هل ينسحب انتقاد الكاتب للموظفين على عمال في قطاعات أخرى ؟ استدل على ذلك بأمثلة من واقعك
المعيش ؟
أستثمر وأوظف :
- في الصف حرر فقرة تصور فيها موظفا مثاليا يبادر إلى قضاء حوائج المواطنين ويتحلى بأخلاق
مهنية رفيعة - خارج الصف : أنجز استجوابا لعينة من الحرفيين تشكو سوء تعامل الحرفاء معهم.
أستفيد :
يقول طه حسين : «من العسير أن تقنع القراء بأن الكاتب إن عرض صورة بعينها فهو لم يرد شخصا بعينه، و لعله يكون قد كون صورته هذه من أشخاص كثيرين، يأخذ من أخلاق كل واحد منهم طرفا، ثم يضيف هذه الأطراف بعضها إلى بعض فينشئ منها صورة قد تعجب أو لا تعجب، و لكنها لا تخلو من عبرة وموعظة، ولعلها أن تحمل الناس على أن يصلحوا من أمورهم و يخفوا من شرورهم.
أتعهد لغتي :
1 رأيت الرجل يكاد يتمزق من الغيظ :
من الغيظ : مفعول لأجله بين سبب وقوع الحدث وهو قرب التمزق، وقد يبين المفعول لأجله أيضا الغاية من وقوع الحدث: دخل المهندس على المدير ليعرف سبب التلكؤ في قضاء حاجته. 2 فقلت له ونحن نمشي الهويني الهويني : – وهي التؤدة والرفق واللين والوقار في المشية – صيغة تصغير لكلمة الهوني (مؤنث الأهون)، وهي في الجملة حال .
شرح نص انما العمل اخلاق
:الاجابة عن اسئلة النص
التقديم المادي :
نص سردي تتخلله بعض المقاطع الحوارية للاديب المصري احمد حسن الزيات مقتطف من كتابه وحي الرسالة يندرج ضمن المحور الاول العمل الموضوع : يروي السارد تفاصيل حادثة ليسلط من خلالها الضوء على مظاهر التقاعس و المحسوبية و اهمال مصالح المواطنين
التقسيم :
حسب معيار البنية القصصية
الوحدة الاولى :
من س1 الى س8: القصة الاطارية
الوحدة الثانية :
من س9 الى س30 : القصة المضمنة
الوحدة الثالثة :
العودة الى القصة الاصلية
استعد :
3- مبررات الحكم الاطلاقي على غالب الموظفين بالاخلال بالعمل : التقاعس في انجاز المطلوب اهمال المواطنين و الحرفاء و استخدام المصالح في معظم العلاقات و الاعمال و المماطلة و عدم التقيد بالمواعيد ابني المعنى : 2- سلوكات الموظف : المماطلة و عدم التقيد بالمواعيد و عدم الاكتراث و الامبالاة بمصالح المواطنين التقاعس في انجاز المطلوب الاخلال في الادارة المحاباة و الاستجابة لطلاب الشفاعات و لمن لهم مكانة اجتماعية راقية العجز و الكسل اثناء العمل الحرص على المصالح الشخصية اخلاقه : الصياح في وجه المواطنين الحريصين على اعمالهم و الغش و عدم النزاهة في انجاز العمل الكسل المتواصل و انتهاك حقوق الاخرين و المعاملة السيئة ++ من الحلول التي يجب العمل بها : احترام الوقت و الحرص على القيام بالواجب و الاهتمام بالمصالح العامة و معاملة الجميع على قدم المساواة : هذه الحلول هي الاخلاق المهنية التي ينبغي ان يتحلى بها المواطن
3- من حق السارد و صديقه تعميم الحكم بالاهمال على السواد الاعظم من الموظفين و ذلك لما ذاقه من ويلات اثناء معامللتهم مع اغلبهم ! + ان امثال هذا الموظف يمثلون خطورة على المستوى الاجتماعي منها تعطيل عملية التشغيل و كذلك على المستوى الاقتصادي فهي تعرقل الانتاج و الدورة الاقتصادية
- تعطيب مدخول المواطنة المادي مما يؤدي الى تفاقم البطالة 4 – للعمل دور في تفضيل المهندس المقاول على الموظف في القيمة الاجتماعية و ذلك لان المهندس المقاول يحتك بالناس اثناء عمله و الدليل على ذلك اقبال الصديق على الموظف لمهمة ما اما الموظف فلديه علاقات تحت سقف المكتب فقط و لا يخالط المجتمع الا نادرا
5 – ساهمت الجمل الحوارية في تقديم صورة سلبية عن جل الموظفين و ذلك من خلال النقد الذي ابداه السارد و صديقه و كذلك من خلال السرد الذي جعل من النص مرآة عاكسة للمشاكل التي يواجهها المواطنين في المجتمع
++ للنص نزعة اصلاحية ابدي رأيي : 2 – ارى انه ينسحب انتقاد الكاتب للموظفين على عمال في قطاعات اخرى و ذلك ما نراع تماما في واقعنا المعيش كقطاع الصحة فالاطباء و الممرضيت يفكرون الا في زيادة الاجر و استخدام التجاوزات التي تعيق سير العمل و لا تشغلهم صحة المريض او انقاذه من الخطر او حتى مساعدته و كل آمالهم و اهدافهم هو الثراء و الاثراء بدون ضمير او مجهود او قطاع الخدمات فجل الموظفين في ايامنا هذه لا يهتمون سوى بمماطلة المواطنين و التقاعس عن آداء واجباتهم على اكمل وجه
:من هو أحمد حسن الزيات ؟
أحمد حسن الزيات باشا (16 جمادى الآخرة 1303 هـ / 2 إبريل 1885 – 16 ربيع الأول 1388 هـ / 12 مايو 1968) من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي، ومؤسس مجلة الرسالة. اختير عضوا في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1962 م في مصر.
مولد الزيات ونشأته
ولد الزيات في قرية كفر دميرة القديم التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية بمصر في 16 جمادى الآخرة 1303 هـ/2 إبريل 1885 م، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة. تلقى تعليمه في كتاب القرية، فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم أرسل إلى أحد العلماء في القرية المجاورة ليتعلم القراءات السبع وأجادها في سنة واحدة.