شرح نص النهج – محور المدينة والريف ثامنة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب عبد الحميد بن هدوقة يندرج هذا النص ضمن المحور الاول من كتاب النصوص نزهة القراءة لغة عربية – 8 أساسي – تعليم تونس
شرح نص النهج – محور المدينة والريف ثامنة اساسي للكاتب الجزائري عبد الحميد بن هدوقة
:نص النهج
النصّ
بَقِيَتْ نصيرةُ تَنْتَظِرُ صديقتَها دليلةَ بالنّهجِ الذّي تَقَعُ به دارُ الشّيخ علاّوةَ، و كانت تُجيلُ بَصَرَها مِنْ نافِذةِ السيّارةِ… لم يَكُنْ النّهجُ جميلا و لا رديئا. كان بَيْنَ بَيْنَ. و قَدْ كان ذاتَ يومٍ جميلا… تَزْدَانُ فيهِ كُلُّ فيلاَتِهِ بحَدائقَ أماميّةٍ أو خلفيّةٍ جميلةٍ. حتّى الفيلاتُ التّي كانت مساحتُها لا تتّسِعُ لحديقةٍ، كان بها مكانٌ أو أمكنةٌ لغرسِ الأزهارِ. و كانتْ دائما تجِدُ العنايةَ مِنْ ساكِنيها لِتَجْديدِها حسَب الفصولِ. فهي طولَ السّنةِ مُزْدانة بجميلِ الزّهرِ و الحشائشِ النّادرةِ. أمّا بَعْدَ سنواتٍ فأخذتْ كُلُّ فيلاّ تتشكّلُ بحالةِ ساكِنيها… فصارتْ مُعظمُ الفيلات بلا حدائقَ، أو ببقايا حدائقَ و بلا زهورٍ و لا نباتاتٍ نادرةٍ و بلا مدخل تماما. لقد بُنِيتْ أسوارٌ عاليةٌ في مُعْظَمِ الفيلات لِتَحُولَ بينَ النّهجِ و النّوافِذِ المُطِلّة عليهِ، فصارت الفيلاتُ أحواشا، ضاعَفَ مِنْ قُبْحِها تفنّنُ سُكّانِها في انتِقاءِ الألوانِ الفاتِحةِ لدَهنها فإذا البيوتُ تصيرُ مجموعة من الألوان المتنافرةِ المتسامتةِ. و ضُرِبتْ القضبانُ الحديديّةُ على النّوافذِ، و أحيانا مُدّتْ مِنَ السّورِ الخارجيِّ إلى سَقْفِ البيتِ، بحيثُ صارتْ بعضُ البيوتِ سجونا مُصغّرةً لساكنيها، أو أقفاصا كُبْرَى.
كان نظرُ نصيرةَ يتنقّلُ مِنْ دارٍ إلى دارٍ أخرى بهذا النّهج، و لم تكن الدُّورُ كلُّها مثلَ ما كان يَجْرِي بنفسها… لقد كانت بعضُ البيوتِ تُذكّرها ببيوتٍ أخرى في أنهج و أحياء أخرى جَرَى لها ما جَرَى لهذه.
و قد بَدَتْ لها دارُ الشّيخِ علاّوةَ عمارةً صغيرةً أكثرَ منها فيلاّ. فالطّبقتان اللّتان أضيفتا إلى البناءِ الأصليِّ، حوّلتا شكْلَها تحويلا كاملا. و بدا النّشازُ واضِحا بين البناءِ الأرضيِّ الذّي تُحِيطُ به حديقةٌ، و لهُ مدخلٌ كمدخلِ الفيلاتِ، و الجانبِ العُلوِيِّ الذّي تَرَكَ الفيلاّ في الأرض ليتّخِذ شكلَ عمارةٍ بدوْرينِ. بالطّريقِ كان الأطفالُ يتسابقُونَ على صفائحَ من اللّوحِ مُركّبةٍ على عجلاتٍ صغيرةٍ مِنْ حديدٍ تُحْدِثُ في هُبُوطِها ضجيجا يُصِمُّ الأسماعَ. أمّا البناتُ الصّغيراتُ فكُنَّ يَتَسابَقْنَ في التّطبيلِ على أوْعِيَةِ الزّيْتِ القصديريّةِ الفارغة.
باختِصارٍ كان النّهجُ قد تجاوزَ الحياةَ العاديّةَ إلى درجةِ التّلوّثِ بالضّجيجِ. و في أسفلِ النّهجِ كان لاعبو الكرةِ في تشاحُنٍ و تصادُم أنْسَيَاهُمْ كُليَّة المارّة و سائقي السيّاراتِ… طبعا لم تستغربْ نصيرةُ ذلك، فالمنظرُ عاديٌّ جدّا و عامّ بشكلٍ جعله جزءا من حياة السّكّانِ اليوميّة. لكنّ الشّيءَ الذّي لم تَرَهُ نصيرةُ مِنْ قبْلُ، و الذّي يُعتبرُ بالنّسبةِ إليها جديدا هو قَذْفُ المصابيحِ الكهربائيّة بمقاليعَ مطّاطيّة. و تساءلتْ نصيرةُ في نفسِها و هي ترى كلّ ذلك في نهجٍ واحدٍ و في لحظةٍ واحدةٍ كم ينبغي لنا مِنْ سَنةٍ لنتخلّصَ من كلّ هذا؟. لقد تراءى هذا النّهجُ لنصيرةَ بأكثرَ ممّا هو عليه، لأنّها تسكُنُ بمكانٍ يقعُ على طريقٍ ضيّقٍ مُلْتَوٍ منحدرٍ لا يصلُح للجلوسِ و لا للّعبِ. ثمّ لأنّها جاءتْ قد خرجَ الأطفالُ مِنَ المدارسِ و عاد العمّالُ من أعمالهم، فَمِنَ الطّبيعيّ إذن أن ترى ما ترى… فالشُّقَقُ و الفيلاّتُ لا تتّسِعُ لإيواءِ كُلِّ أفرادِ سُكّانِها مِنَ النّازِحين إلى المدينةِ.
عبد الحميد بن هدوقة – بان الصّبح- ص: 122/ 126
التقديم المادي :
هذا النص بعنوان النهج للكاتب عبد الحميد بن هدوقة أديب جزائري، ولد سنة 1925 وتوفي سنة 1996. عاش في وسط ريفي وهو ما مكنه من الاطلاع على كل أشكال الحياة في الريف كتب العديد من الروايات، منها : بان الصبح- ظلال جزائرية – الأشعة السبعةُ – ريح الجنوب – نهاية الأمس – وله مجموعة شعرية بعنوان الأرواح الشاغرة وكان المؤلف قد أنتج الكثير من البرامج للإذاعة التونسية. هذا النص مقتطف من كتابه بان الصبح و يندرج ضمن المحور الاول المدينة والريف 8 اساسي تعليم اعدادي تونس
: موضوع النص
الموضوع:
وصف التحوّلات المعماريّة التّي طرأت على الحيّ و تبيين بعض مظاهر الحياة اليوميّة فيه المدينة و يطرح ظاهرة تعيشها المدن في هذه الايام مبرزا سلبيات هذا التغيير
: تقسيم النص
المقاطع:
حسب معيار موضوع الوصف ( الموصوفات )
- من البداية —- بدورين ( السطر 21 ): وصف التحوّلات المعماريّة التّي طرأت على النهج
- البقيّة: وصف ملامح الحياة في النهجالشّرح
: الشرح التحليل الاجابة عن الاسئلة
2- ينقل لنا السارد نموذجا من انهج المدينة ذو الكثافة السكانية و النسق الحياتي المتسارع الذي اصاب هذا النهج و يطرح مشكلة تعاني منها المدن العصرية و هي مشكلة النزوح من الريف الى المدينة
3- كيف كان الحي و المساكن : مزدانا بالحدائق الامامية او الخلفية فيلات فاتنة بالازهار التي تجد العناية من ساكنيها الحدائق مزدانة بجميل الزهر و الحشائش النادرة كيف صار الحي و المساكن ؟ معظم الفيلات بلا حدائق او بقايا زهور فيلات بلا مدخل تماما بناء اسوار عالية صارت الفيلات احواشا دهنت بالوان متنافرة قبضان حديدة على النوافذ صار البيت سجنا النواسخ الفعلية المستعملة
4- موقف نصيرة من النهج : ” لم تكن الدور…. ماجرى لهذه ” ” لكن الشئ… جديد ” ” ز تساءلت نصيرة في نفسها “
5- الحركات : تسابق الاطفال على المزلجات تطبيل البنات على الاوعية لاعبو كرة في تشاجن قذف المصابيح الاصوات : ضجيج المزلجات المزعج صوت التطبيل اصوات الالعبين و صياحهم ** الحياة اليومية بهذا النهج تجاوزت درجة التلوث بالضجيج : حياة مقلقة و مزعجة
6- معجم المعمار : عمارة /فيلات / البناء الاصلي / جانب علوي / اسوار عالية انتج : بالامس وقت القيلولة مررت باحد الانهج الخلفية لمدينتنا فرأيت احد الاطفال الصغار يهم بقذف المصابيح بالحجارة كما يفعل رفاقه تماما فهمش بلوره تهميشا ثم هي بالتالي فصحت به : كفى تخريبا الا تخجل من نفسك ؟ ليتك تستشعر اهمية هذا المصباح فتمتنع عن تحطيمه انك لهذا تخرب التجهيزات العمومية التي تسهر الدولة على توفيرها ، ان المصباح ملك عمومي و حق مكفول لجميع الناس فلا تكن سببا في انتهاك حقوق الاخرين . الاتعرف انك مغرق الشارع في الظلام ليلا فتشجع بذلك المجرمين على ترويع اهل حينا ؟ لعلك مبرر صنيعك هذا بانك طفل صغير تقلد كل ما يفعله اتربك لكنك في الحقيقة ابن المدرسة فقد علمك المدرسون حب الوطن و الحفاظ على ممتلكاته فلا مبرر لفعلتك .
المقطع الأوّل:
وصف التحوّلات المعماريّة التّي طرأت على الحيّتنتظر… علاّوة: مركّب إسنادي فعلي: مفعول به
من نافذة السيّارة: مركّب بالجرّ: مفعول فيه للمكان* الواصف: نصيرة
حالة الواصف: ثابتة في مكانها / لا تتحرّك ( لكنّ البصر متنقّل بين الأشياء )موقع الواصف: داخل سيّارة ( مكان مغلق )
- موضوع الوصف: النّهج ( مكان مفتوح )الحالة + الموقع: سيُثيران الشخصيّة
- موقف الواصف: موقف ” بينيّ ” بقيت / تنتظر / تُجيل: أفعال دالّة على الأعمال
مقطع سرديّ قصير يُمهّد للمقطع الوصفيّ
السّارد غير مشارك في الأحداث ( القرينة: استعمال ضمير الغائب )
لكنّه سارد عليم ( يعلم ظاهر الشخصيّة و باطنها )ذات يوم: مركّب إضافي
بعد سنوات: مركّب إضافي
تحوّل في الزّمان - نظام الوصف: وصف النّهج حاضرا و ماضيا
- قنوات الوصف: البصر ( الحاضر ) + الذاكرة ( الماضي )
- النّهج في الماضي: كان: ناسخ فعلي يفيد المضيّ ( الماضي )
الدّار / الفيلات / البيوت / العمارة / الأسوار…: معجم المعمار
حديقة / الأزهار / الزّهر / الحشائش: معجم الطّبيعة
جميلة / تزدان / مزدانة: معجم الجمال
كلّ فيلاته: مركّب إضافي: فاعل
كلّ: الإحاطة + الشّمول
التّي كانت مساحتها لا تتّسع لحديقة: مركّب بالموصول الاسمي: نعت
حُكم: موقف الواصف: ” كان… جميلا “
علامات هذا الجمال؟ - كلّ فيلاته لها حدائق أماميّة أو خلفيّة يعتني بها السكّان
- الفيلات التّي لا تحتوي على حدائق كانت تُربّى فيها الأزهار أيضا في أمكنة خاصّة.
مساحات خضراء تُساهم في:
إضفاء بعد جمالي على النّهج
المُساهمة في نظافة البيئةصار ( * 3 ): ناسخ فعلي يُفيد التحوّل - اختفى ذلك الانسجام و التناسق بين فيلات النّهج: ” كلّ فيلا تتشكّل بحالة ساكنيها ” — هذا أثّر في جماليّة النّهج ( غياب الذوق في اختيار الألوان )
- اختفاء الحدائق و المناطق الخضراءلقد بُنيت: تأكيد مزدوج ( لام التأكيد + قد: أداة تحقيق تفيد التأكيد )
أسوار عالية: مركّب نعتي: نائب فاعل
لتَحُول بين النّهج… عليه: مركّب بالجرّ: مفعول لأجله
الألوان المتنافرة المتسامتة: مركّب نعتي: مجرور
سجون / أقفاص / قضبان / أسوار: معجم الانغلاق و الضّيق - أسوار عالية تفصل بين الفيلات و قضبان حديديّة تُحيط بنوافذها.
- موقف الواصف من هذه التحوّلات:
استنكار + استهجان ( ” قبح ” )
هذه التحوّلات غيّبت الجانب الجمالي في النّهج و أثّرت في حريّة سكّانه ( السجن )الدّور كلّه: مركّب توكيدي: اسم ناسخ
هذه التحوّلات في هذا النهج عيّنة عن تحوّلات أخرى مُماثلة مسّت أنهج و أحياء أخرى.
شهدت المدن تحوّلات معماريّة كبيرة غيّرت من معالمها و خصوصيّاتهادار الشّيخ علاّوة: مركّب إضافي: فاعل
انتقال من العام إلى الخاص: من فيلات الحيّ إلى فيلاّ الشّيخ علاّوة
هذه الفيلاّ هي نموذج لهذه التحوّلات المعماريّة التّي شوّهت المكان
المقطع الثّاني:
وصف ملامح الحياة في النهج
اختلاف في موضوع الوصف
موضوع الوصف: نمط الحياة في النهجالمنظر / ترى: معجم البصر
ضجيج / الأسماع / التطبيل: معجم السّمع
البصر السّمع
- السّباق / الجري
- التطبيل على أوعية الزيت الفارغة
- لعب الكرة / الشّجار
- ازدحام المارّة / كثرة السيّارات – الضّجيج
- الكلام البذيء
الحياة شاقّة و صعبة: الضجيج و الصياح و التشاجر و تدمير المرافق العموميّة و الاكتظاظ و الضّيق.ضجيجا يصمّ الآذان: مركّب نعتي
بيئة ملوّثة بالضجيج - وظائف الوصف:
- وظيفة إخباريّة: التحوّلات المعماريّة التّي طرأت على النهج / ملامح الحياة في النهج
- وظيفة تعبيريّة: كشفت نصيرة من خلال الوصف عن حُزنها الشديد على اندثار معالم الحيّ القديم.
- وظيفة تأثيريّة: هذا الوصف يستهدف التأثير في المتقبّللكنّ: ناسخ حرفي يُفيد الاستدراك
” تساءلت نُصيرة في نفسها “: حوار باطني
و هي ترى كلّ ذلك… واحدة: مركّب بواو الحال: حالكم: استفهام إنكاري
ينتهي النصّ بتعليق من السّارد يشرح فيه أسباب وجهة نظر نُصيرة حول النهج
وظيفة السّارد هنا: التعليق